أسماء مسجد المستراح
يطلق على مسجد المستراح مسجد بني حارثة و ذلك لأنه يوجد و يقع في منازل بني حارثة من الأنصار، كما قال و تحدث إِبراهيم العياشي عنه: و هذا المسجد هو الذي يقع بطرف المستراح من ناحية الغرب، وبجانب المسجد من الغرب قلعة تركية وقد تم إزالة القلعة في سنة 1416هـ ، وذلك لعله هو الذي يعرف الآن بمسجد المستراح لما يقال: إِن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم جلس فيه للاستراحة أثناء رجوعه من غزوة أحد، والتي تعتبر من أهم الغزوات التي قادها الرسول صلى الله عليه وسلم.

موقعه
يقع على جهة اليمين من الخط الذي ينزل و يتفرع من سيد الشهداء من جهة شمال مسجد الشيخين و على بُعد حوالي ثمنمائة متر.
وصفه
ونظراً لأهمية المسجد الكبيرة تاريخياً و حضراياً؛ تمت توسعته و تحديثه و تحديث العمارة الخاصة به على النمط الحديث فهو من أهم مساجد المدينة المنورة؛ و قد تم ذلك التحديث في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود.
و للمسجد قبة جميلة و منارة لطيفة و هذا ما يميزه عن غيره من المساجد الأخرى التي تقع في هذه المنطقة، و أيضاً له مدخل كبير و له مظهر متميز و يقع في كلاً من الجهة الشرقية و الغربية و الشمالية، و هو مكيف تكييفاً مركزياً و يتميز عن غيره من المساجد الأخرى و التي توجد و تنتشر في هذه المنطقة، و يوجد أيضاً في الجهة الشمالية منه ملحق يحتوي على (12) مكان للوضوء و (5) دورات للمياه، و هو من أوسع المساجد المتواجدة و يوجد بها الكثير من المسلمين الذين يريدون دائماً الصلاة فيه.

مسجد المستراح عبر التاريخ
مسجد المستراح هو من أهم المساجد التي كانت مبنية في عهد النبي الكريم صلى الله عليه و سلم تسليماً كثيراً؛ و قد كان يصلي فيه بنو حارثة كما ورد في بعض الأحاديث عن تحويل القبلة؛ فعندما وردهم خبر تحويل القبلة كانوا يصلون العصر فقاموا بتحويل قبلتهم إلى الكعبة الشريفة.
ذكره ابن شبه و الذي توفي في عام 262هـ و تم ذكر هذا المسجد من قِبل بني حارثة ضمن المساجد التي صلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي أحبها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم ذكره الفيروزآبادي و الذي توفي في عام 817 هـ و أبو البقاء المكي والذي توفي عام 854هـ؛ و تحدث أيضاً السمهودي الذي توفي في عام 911هـ.
و في القرن الحادي عشر الهجري تحدث أيضاً أحمد العباسي، و تحدث عنه أبو سالم العياشي في رحلته سنة 1073هـ/1662م، و تحدث أيضاً أنه في الطريق إِلى أحد عند آخر النخيل مسجد صغير يتم الإحاطة عليه بالعديد من الأحجار و يتحدث أيضاً إِن النبي محمد صلى الله عليه و سلم و هو جالس فيه للاستراحة بعد الرجوع من أحد، و يتم تجديد وتحديث هذه المساجد حتى تحظى على وجود جميع المصلين.
و أيضاً في بداية القرن الرابع عشر الهجري قال علي بن موسى الأفندي: و من شاميه (أي الشيخين) على يمين الذاهب إِلى المدينة المنورة غربي الحرة الشرقية على قارعة الطريق مسجد على قطعة من الحرة غير مسقوف، و يعرف بمسجد المستراح، و هو من المساجد الهامة المعروفة لدى الكثير من الأهالي و السياح في المنطقة.
